هذا الإعلان الذي حمل في طياته أبعادًا قانونية، اقتصادية، وسياسية عميقة، ويستوجب تحليلًا دقيقًا لما يعنيه "رفع العقوبات" فعليًا، وماذا سيترتب عليه على أرض الواقع.
أولاً: الإطار القانوني للعقوبات على سوريا
منذ عام 2011، فرضت الولايات المتحدة، ومن ثم الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول، عقوبات اقتصادية ومالية شاملة على سوريا. أهمها:
-قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين (Caesar Act) الصادر عام 2019، والذي فرض عقوبات على أي شخص أو كيان يتعامل مع الحكومة السورية أو يدعمها.
-تجميد أصول الدولة السورية في الخارج، بما في ذلك الأرصدة المصرفية واحتياطات الذهب.
-حظر التعامل مع المصرف المركزي السوري والمؤسسات التابعة له.
-منع استيراد وتصدير المواد الاستراتيجية إلى ومن سوريا، لا سيما المتعلقة بالطاقة والتكنولوجيا.
-قيود على حركة الطيران السوري ووقف معظم الرحلات الجوية إلى أوروبا وأمريكا.
هذه العقوبات كانت ذات طابع "ثانوي" أيضًا، إذ تطال غير الأمريكيين المتعاملين مع دمشق، ما جعل سوريا فعليًا معزولة عن النظام المالي الدولي.
ثانياً: ماذا يعني رفع العقوبات؟
-إعلان ترامب عن "رفع العقوبات" يعني قانونيًا إيقاف العمل بهذه الحزم من القيود، ما يشمل:
-إلغاء تطبيق قانون قيصر أو تعليقه مؤقتًا بموجب صلاحيات رئاسية.
-إزالة بعض أسماء الأفراد والكيانات السورية التي عارضت نظام أسد من قوائم العقوبات الأمريكية (OFAC).
-إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية والتجارية، والسماح للشركات الأمريكية والدولية بالتعامل مع الكيانات السورية دون خوف من الملاحقة.
-فتح المجال الجوي مجددًا للطيران السوري والدولي من وإلى سوريا.
-إعادة تمكين البنك المركزي السوري من التعامل بالدولار وتسهيل التحويلات البنكية.
-تحرير الأموال السورية المجمدة في البنوك الأجنبية.
ثالثاً: التأثيرات الاقتصادية المحتملة
-رفع العقوبات يشكل نقطة تحول كبرى للاقتصاد السوري المنهك. من المتوقع أن:
-تُستأنف حركة التصدير والاستيراد، لا سيما في القطاعات الزراعية والنفطية.
-ترتفع قيمة الليرة السورية تدريجياً بسبب عودة الاستثمارات والتحويلات.
-تُستعاد الأصول السورية المحجوزة، والتي تقدر بعشرات المليارات في أوروبا والخليج.
-يُعاد فتح المجال الجوي السوري أمام الشركات العالمية، ما يساهم في تنشيط قطاع السياحة والنقل.
-تُمنح الشركات الأجنبية عقود إعمار كبرى، بعد ضمانات بعدم تعرضها لعقوبات أمريكية.
رابعاً: الانعكاسات السياسية والدبلوماسية
-قرار رفع العقوبات يأتي تتويجًا لتغير كبير في المشهد السوري:
-تشكيل حكومة انتقالية جديدة برئاسة أحمد الشرع، المقبول دوليًا.
-دعم إقليمي واضح من السعودية وتركيا للمسار السياسي الجديد.
-بدء مفاوضات أمريكية – سورية مباشرة حول مستقبل العلاقات، وموقع سوريا في الشرق الأوسط الجديد.
ومع ذلك، لا يزال هنالك تحفظ من بعض الأطراف الدولية، أبرزها إسرائيل، التي أعربت عن قلقها بشأن دور الشرع السابق في النظام، رغم كونه محسوبًا على الجناح المعتدل.
خامساً: التحديات أمام التنفيذ
-رغم القرار السياسي، يبقى التنفيذ مرهونًا بعدة عوامل:
-موافقة الكونغرس الأمريكي على إلغاء بعض العقوبات القانونية (مثل قيصر).
-صدور أوامر تنفيذية واضحة من وزارة الخزانة (OFAC).
وهنا ننوه أن قدرة الحكومة السورية الجديدة على إثبات التزامها بالمسار الديمقراطي سيلغى العقوبات بشكل نهائي إلى غير رجعة فرفع العقوبات عن سوريا، كما أعلنه الرئيس ترامب، هو تحول قانوني وسياسي تاريخي، يفتح الباب أمام استعادة سوريا لمكانتها في المجتمع الدولي. إلا أن ذلك مشروط بالتزام داخلي حقيقي بالإصلاح، وضمانات خارجية بعدم العودة إلى السياسات القمعية التي أدت إلى العقوبات في المقام الأول.
سوريا في عهدها الجديد أمام فرصة ذهبية، فإما أن تستغلها لبناء دولة جديدة متصالحة مع شعبها والعالم، أو تفوّتها كما فُوّتت فرص كثيرة في السابق.
ومع ذلك، لا يزال هنالك تحفظ من بعض الأطراف الدولية، أبرزها إسرائيل، التي أعربت عن قلقها بشأن دور الشرع السابق في النظام، رغم كونه محسوبًا على الجناح المعتدل.
خامساً: التحديات أمام التنفيذ
-رغم القرار السياسي، يبقى التنفيذ مرهونًا بعدة عوامل:
-موافقة الكونغرس الأمريكي على إلغاء بعض العقوبات القانونية (مثل قيصر).
-صدور أوامر تنفيذية واضحة من وزارة الخزانة (OFAC).
وهنا ننوه أن قدرة الحكومة السورية الجديدة على إثبات التزامها بالمسار الديمقراطي سيلغى العقوبات بشكل نهائي إلى غير رجعة فرفع العقوبات عن سوريا، كما أعلنه الرئيس ترامب، هو تحول قانوني وسياسي تاريخي، يفتح الباب أمام استعادة سوريا لمكانتها في المجتمع الدولي. إلا أن ذلك مشروط بالتزام داخلي حقيقي بالإصلاح، وضمانات خارجية بعدم العودة إلى السياسات القمعية التي أدت إلى العقوبات في المقام الأول.
سوريا في عهدها الجديد أمام فرصة ذهبية، فإما أن تستغلها لبناء دولة جديدة متصالحة مع شعبها والعالم، أو تفوّتها كما فُوّتت فرص كثيرة في السابق.
إرسال تعليق